بهجة المدن- رؤية السعودية لتحقيق الرفاهية في التصميم الحضري

المؤلف: خالد السليمان09.09.2025
بهجة المدن- رؤية السعودية لتحقيق الرفاهية في التصميم الحضري

في السنوات الأخيرة، أولت وزارة البلديات والإسكان اهتماماً بالغاً بالتحول نحو التصميم الحضري، مما يمثل نقلة نوعية في تخطيط المدن. لم يعد التركيز مقتصراً على تطوير البنية التحتية فحسب، بل أصبح الهدف الأسمى هو إضفاء طابع إنساني على المدن، وجعلها أكثر حيوية وجاذبية، مما يثري حياة السكان ويضفي عليها بُعداً جديداً ومميزاً.

إيماناً بأهمية هذا التحول، أطلقت الوزارة مشروع «بهجة» بهدف إبراز جمال المدن السعودية وتعزيز ارتباط المواطنين بمدنهم، وترسيخ شعور الانتماء والراحة والسكينة في نفوسهم، مما ينعكس إيجاباً على حياتهم ومجتمعهم.

في سياق تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، تبنت الوزارة فلسفة واضحة تركز على الاهتمام بالتطوير الحضري، والسعي الحثيث نحو توفير أسلوب حياة ينعم بالرفاهية والسعادة. وقد تجلى هذا الاهتمام في تحسين الفضاءات العامة وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من هوية المدن، حيث قامت الأمانات بتطوير أكثر من 650 ممراً للمشاة، وإنشاء ما يزيد على 300 كيلومتر من مسارات الدراجات، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من 500 منطقة مخصصة لألعاب الأطفال، وتوفير ما يزيد على 300 ملعب لممارسة مختلف الرياضات في الهواء الطلق.

من خلال متابعتي الدقيقة لملف التصميم الحضري، وسعي الوزارة الدؤوب لجعل المدن أكثر جاذبية للسكن والعمل، أرى أن الوزارة قد وضعت أهدافاً طموحة، من بينها تقريب المسافة بين المساكن والحدائق لتصبح في نطاق 800 متر فقط، وهو معيار عالمي يُستخدم لقياس مدى عدالة توزيع المساحات العامة وتوفيرها لجميع السكان.

ومما يلفت الانتباه في خطط التطوير الحضري، أن الوزارة تستهدف إدراج المدن السعودية ضمن قائمة أفضل المدن العالمية من حيث جودة المشهد الحضري، وهو هدف يبدو قابلاً للتحقيق في ظل الاهتمام المتزايد بوضع الإنسان في صميم عملية تطوير وتصميم المدن.

وخلاصة القول، إن نجاح المدن في تحقيق رضا المجتمع يتوقف على تنفيذ تدخلات حضرية شاملة توفر كافة المقومات التي تعزز جودة الحياة وتثري تجربة العيش فيها، وتحقق تطلعات المواطنين نحو مدن عصرية ومستدامة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة